قال وليد فارس مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط إن الرئيس الجديد بصدد نسج تحالفات جديدة في الشرق الأوسط، وأعقب هذه التصريحات غزلاً خجولاً بين فلاديمير بوتين ونتنياهو، وكان السيسي هو أول المهنئين له بفوزه بالرئاسة.
فمن سيكون في صفوف أصدقاء ترامب؟ وما هي انعكاسات هذه الصداقات على مجريات السياسات الدولية؟ وكيف سيكون واقع المنطقة العربية المتوترة أصلاً بعد استلام ترامب زمام الأمور في البيت الأبيض؟
وقالت الدكتورة نهلة الشهال الباحثة في علم الاجتماع السياسي أنه من الصعب التكهن بمن هم أصدقاء ترامب؛ لأن ترامب نفسه ليس لديه أي استراتيجية متبلورة ومتكاملة حتى الآن، وبحسب الدكتورة نهلة فإن أي رئيس أميركي باستثناء التصريحات لا يستطيع أن يصنع الاستراتيجية الأميركية، ولا سيما الخارجية منها وحده، بل هناك وزن لوزارة الخارجية، والبنتاغون والمخابرات والأجهزة الأخرى المستقرة في الولايات المتحدة.
وأضافت الشهال ضمن مداخلة لبرنامج "للخبر بقية" أن ترامب رجل بلا برنامج، وبلا تصور شامل عن العالم، والشأن الخارجي ليس أولوية بالنسبة له، وهو شخص "براغماتي"، وهو يرى مثلاً أن شخصاً مثل بوتين يمكن أن يعقد معه صفقة، وهذا ما يتم الحديث عنه في سوريا مثلاً.
وأشار الشهال إلى أن ترامب لا يهتم لما يحدث في الشرق الأوسط، لا في سوريا ولا اليمن ولا حتى العراق، وهو ليس مؤيداً لبشار الأسد ولا للثورة السورية ولن يكون اهتمامه في هذه المنطقة إلا في إطار تأثيره على مصالح الولايات المتحدة الكبرى.
وتعتقد الدكتورة نهلة أن فوز ترامب ربما يعطي دفعة لقيادات يمينية متطرفة تتبنى خطاباً شعبوياً معادياً للآخرين بالوصول إلى الحكم أو تبني أفكار شعبوية منغلقة، كما تبناها ترامب خلال حملته، وربما يكون ترامب هو النموذج الذي سحتذى في هذا.
وعن شكل هذه التحالفات قال محمد قواص الإعلامي والباحث السياسي إنه سؤال افتراضي، لأنه لا يمكن تحديد السياسة التي سيتبعها ترامب، وهو تراجع كثير من الخطابات التي تبناها خلال حملته الانتخابية كطرد المسلمين والموقف من الأطلسي، وعلاقته مع كوريا الجنوبية.
وأكد قواص أن الحزب الجمهوري الذي أوصل ترامب للرئاسة له امتداداته في العالم، وله تحالفاته المبنية على شبكة مصالح معقدة للحزب وللولايات المتحدة، ولا يستطيع الرئيس الجديد أن يتجاوزها.
وقال قواص إن الحزب الجمهوري سيكون كابحاً لتصرفات ترامب، وربما يكون معرقلاً لأي شطط قد يرتكبه الرئيس الجديد؛ لأنه لا يمثل التقاليد التي يتبناها الحزب، ولا يملك خبرة سياسية، بحسب قواص فإن ترامب سيكون في الفترة القادمة مستمعاً ومطيعاً لما سيملى عليه.