مباراة الفرص الضائعة الزمالك.. ربع ساعة صلاح و75 دقيقة مؤمن سليمان

فى واحدة من أمتع مباريات الدورى حتى الآن وأكثرها إثارة، الإسماعيلى والزمالك يتعادلان سلبيًّا فى كلاسيكو «ولاد العم»، المباراة التى إن أردنا إطلاق وصف لها فسيكون الوصف الأبرز هو «مباراة الفرص الضائعة».

وقد يظن البعض أنه من الظلم أن مباراة بمثل هذه المتعة والإثارة تنتهى بالتعادل السلبى، إلا أنه كان يجب أن تنتهى بتلك النتيجة، لكى يحصل حارسا المرمى فى الفريقين أحمد الشناوى ومحمد عواد، على حقهما فى الإشادة؛ نظرًا لمستواهما الرائع فى المباراة، فالحارسان تصديا لأكثر من فرصة محققة للتسجيل، وكان من الظلم أن يستقبل أحدهما هدفًا يهدم هذا التألق.

الشىء الوحيد الذى اختلف فى الزمالك بعد تولى محمد صلاح منصب المدير الفنى هو معنويات اللاعبين وحماسهم الكبير، والذى ظهر فى أول ربع ساعة من اللقاء. ضغط كبير على الإسماعيلى فى وسط الملعب ومحاولة لبناء هجمات من ناحية شيكابالا فى اليمين لاستغلال ثغرة عادل جمعة، لاعب الزمالك السابق. كان هذا لمدة ربع ساعة فقط، بعدها يبدو أن اللاعبين تذكروا مؤمن سليمان فتركوا لخصمهم الملعب والكرة، واكتفوا بهجمات مرتدّة على فترات متباعدة، وتمريرات خاطئة، وفقدان للكرة وأخطاء فى أبسط قواعد التسليم والتسلم، وكأنهم نسيوا الكرة تماما، لدرجة أن الكاميرا أظهرت طارق حامد وهو يصرخ فى زملائه، بعدما أفسد هجمة للدراويش فى وسط الملعب، قائلاً: «هو فيه إيه يا جدعان؟!».

سؤال طارق حامد كان على لسان كل مشجعى الزمالك فى نفس التوقيت، فكل لاعبى الزمالك باستثناء الشناوى والونش، كانوا خارج الخدمة، وخسر الفريق معركة وسط الملعب أمام رباعى وسط الدراويش، كما أن الفريق بدا عاجزًا عن التسليم والتسلم، وبناء هجمة، واعتمد كعادته على المهارات الفردية من شيكا وحفنى وستانلى، التى تنجح مرة وتفشل مرات.

حتى تغييرات الزمالك فشلت فى أن تغير من شكل الفريق، فاشتراك معروف بدلاً من جعفر التائه، لم يحسن من وضعية وسط الملعب، فظل الإسماعيلى هو الأفضل والمسيطر على منطقة وسط الميدان، بينما تغيير ثانٍ اضطرارى بنزول إبراهيم صلاح بدلاً من دونجا، فازداد الوضع سوءًا، ثم كان التغيير الثالث الاستعانة بمايوكا بدلاً من أيمن حفنى، الذى لم يتسلم الكرة تقريبا ولا مرة خلال الشوط الثانى، وأيضا فشل الزامبى فى إحداث أية خطورة تذكَر على مرمى الدراويش.

الإسماعيلى قدّم مباراة رائعة بقيادة أشرف خضر، ولو لعب الإسماعيلى كل مبارياته بهذا الشكل سيكون للفريق شأن آخر فى مسابقة الدورى هذا الموسم.

الدراويش شكّلوا جبهتين قويتين، قادهما إبراهيم حسن يسارًا، وأبو المجد يمينًا، وأزعجا ظهيرى الزمالك ناصف وحسنى فتحى كثيرًا، وكادوا يسجلون فى أكثر من لقطة عبر تسديدات إبراهيم حسن وشكرى نجيب، ورأسية توريك جبرين لولا تألق الشناوى.