رغم الفوز على طنطا في الزمالك .. التدوير خسّرنا كتير

قادنى سوء الحظ لمتابعة الزمالك فى مبارياته الأخيرة، وأدهشنى كثيرًا الأداء الذى يقدمه الأبيض أو بالأدق الأداء الذى لا يقدمه، فالزمالك فريق معروف عنه أنه يلعب الكرة الجميلة لامتلاكه دومًا لاعبين من أصحاب المهارات العالية، أما ما يحدث الآن مع الزمالك فلا يمت للكرة الجميلة بصلة، ولا يمت لكرة القدم أصلًا!

مؤمن سليمان، المدير الفنى للأبيض، يعتمد على سياسة تدوير التشكيل فى كل مباراة نفاجأ بتشكيل مغاير تمامًا عن تشكيل المباراة السابقة، فلا يكتفى بتغيير لاعب أو اثنين وإنما على الأقل 5 لاعبين دفعة واحدة، أى أن نصف الفريق يتغير فى كل مباراة، وبالتالى يتراجع الأداء لأن اللاعبين الذين يلعبون اليوم سويًّا يتعرفون على بعضهم البعض لأول مرة، ثم يفاجأون فى المباراة التالية بلاعبين جدد تمامًا، وهكذا.

الزمالك فاز بمباراتى المصرى وطنطا على التوالى، حصد النقاط الثلاث فى كل مباراة، ولم تستقبل شباكه أى أهداف نظريًّا وحسابيًّا المدير الفنى نجح فى مهمته، لكن عندما تشاهد المباراة تدرك تمامًا أن الزمالك لم يحضر إلى المباراة من الأساس، فاكتفى بالتراجع إلى مناطقه الخلفية وترك الكرة لمنافسه طيلة المباراة، واعتمد هجوميًّا على المهارات الفردية فقط التى تنجح مرة وتخطأ عشرات المرات، دون أن يكون هناك جملة محفوظة تدرب عليها اللاعبون، وظهر الفريق بالكامل بلا شكل أو لون أو هوية، وهو ما أحزن الجميع بمن فيهم جماهير الزمالك التى لم تفرح بالنقاط الثلاث قدر حزنها على الأداء الهزيل الذى يقدمه الفريق فى الفترة الأخيرة.

التغيير فى التشكيل وسياسة التدوير يجب ألا تطول التشكيل الأساسى للفريق، والذى يبدأ من حراسة المرمى ثم قلبى الدفاع وهو أخطر مركز يجب أن يكون هناك تفاهم بين قلبى الدفاع؛ لأنه إذا غاب التفاهم والانسجام فى هذا المركز فإن الفريق سيكون معرضًا للخطر، واحتمالية تلقى الأهداف، لكن مؤمن سليمان ضرب عرض الحائط بكل قواعد الكرة وقرر تغيير ثنائى قلب الدفاع الأساسى على جبر ومحمود حمدى الونش اللذين يقدمان مستويات عالية وفى أوج تألقهما سواء مع المنتخب الأول أو المنتخب العسكرى، ودفع بشوقى السعيد ودويدار لأول مرة يلعب الثنائى بجوار بعضهما البعض، وهو ما تسبب فى وصول فريق طنطا بهجمات عديدة وكاد يسجل عدة مرات لولا تألق الشناوى.

مركز آخر يجب أن يكون بعيدًا عن سياسة التدوير التى ينتهجها مؤمن سليمان، وهو مركز لاعب الوسط المدافع، خصوصًا عندما تمتلك لاعبًا بحجم وقيمة طارق حامد، فلا يمكن أن تجلسه احتياطيًّا، فمحمود دونجا تحمل بالأمس عبء إفساد هجمات الخصم وحيدًا فى ظل تراجع مستوى أحمد توفيق ما كلفه بطاقة صفراء.

وبعيدًا عن التدوير، يجب أن يسأل مؤمن سليمان نفسه: ماذا لو لم يحصل الفريق على ركلة جزاء فى لقاء طنطا؟ كيف كان سيسجل وما خططه؟ وما الأوراق الرابحة التى يخزنها لتغيير سيناريو المباراة؟!