بعد نهاية مباراة المنتخب الوطنى وغانا فى الجولة الثانية للتصفيات النهائية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، بفوز الفراعنة بهدفين نظيفين وضعا قدمًا فى روسيا، أصبح أول ارتباط رسمى لمنتخبنا فى منتصف يناير المقبل بانطلاق كأس الأمم الإفريقية بالجابون، أى بعد ما يقرب من شهرين تقريبًا، وخلال هذين الشهرين لن يجد منتخب مصر أى مساحة من الوقت للاستعداد بشكل جيد للبطولة أو الدخول فى معسكر مغلق مثلما كان يفعل من قبل؛ بسبب مسابقة الدورى، والتى من المفترض أن ينتهى دورها الأول قبل انطلاق البطولة القارية.
ولم يمر من الدور الأول لمسابقة الدورى المكون من 17 أسبوعًا سوى ثمانية أسابيع فقط، أى أن هناك 9 جولات متبقية تم التأكيد على الانتهاء منها بنهاية شهر ديسمبر المقبل، أى قبل انطلاق «الكان» بأسبوعين فقط، كى يدخل المنتخب الوطنى فى معسكر مغلق استعدادًا للبطولة.
ورغم تصريحات هانى أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة، بأنه لن يطلب من هيكتور كوبر تحقيق اللقب؛ لأن الأهم بالنسبة له هو التأهل لكأس العالم، فإن البطولة التى يحمل الفراعنة الرقم القياسى فى التتويج بها برصيد 7 مرات، يعتبر الفوز بها تأكيدًا على استعادة سيد إفريقيا لمكانته من جديد، وسيعطى دافعًا كبيرًا للاعبين للفوز بجميع مبارياتهم المتبقية فى تصفيات المونديال، فضلًا عن أنها ستمنحنا الفرصة للمشاركة فى كأس القارات فى روسيا 2017، الأمر الذى من شأنه أن يجعل اللاعبين يتعرفون على الأجواء قبل المشاركة فى الحدث الأكبر.
ولضغط المباريات فى مسابقة الدورى، وضرورة إنهاء الدور الأول قبل انطلاق كأس الأمم سلبيات وإيجابيات. والبداية بالإيجابيات والتى تتمثل فى زيادة الانسجام بين لاعبى فرق الدورى، وخصوصًا نادى الزمالك، الذى لم يخُض سوى 4 جولات فقط من أصل 8، نظرًا لخوضه بطولة دورى أبطال إفريقيا، وتأجيل 4 مباريات له. ويعتبر الزمالك، الذى يضم المنتخب من صفوفه ما يقرب من 8 لاعبين، الفريق الأكثر احتياجًا لخوض العديد من الجولات المتتالية للعودة للمنافسة، والدخول فى مقدمة الدورى، إلى جانب زيادة الانسجام بين لاعبيه القدامى والجدد، حيث ضمّت القلعة البيضاء 13 صفقة جديدة، ومن الوارد أن يتم اختيار بعضهم للمنتخب فى بطولة الأمم، فى حالة إثبات الذات والمشاركة مع الزمالك بشكل أساسى.
نفس الحال ينطبق على الأهلى أيضًا، الذى يتصاعد أداؤه من مباراة لأخرى، بعد تعوّد اللاعبين على طريقة لعب حسام البدرى، وزيادة التجانس فى ما بينهم، كما بدأ يظهر معه عدد من اللاعبين الذين قد يكونون ضمن قائمة كوبر فى الجابون، مثل عمرو السولية.
كل هذا إلى جانب ظهور بعض اللاعبين فى الجولات الأولى لمسابقة الدورى بشكل مميز، واستمرارهم على هذا النسق من الأداء حتى نهاية الدور الأول يعنى -بكل تأكيد- وجودهم فى حسابات كوبر من أجل خوض البطولة القارية؛ مثل أحمد الشيخ، لاعب الأهلى المُعار للمقاصة وهدّاف الدورى، وأحمد كابوريا، لاعب المصرى، ومحمد فتحى، لاعب الإسماعيلى.
أما التأثير السلبى فى ضغط المباريات وإنهاء الدور الأول المتبقى فيه 9 مباريات فى شهر ونصف الشهر، فيعنى تأثر اللاعبين بدنيًّا وذهنيًّا قبل بطولة مهمة غاب عنها الفراعنة لثلاث دورات متتالية، ويجب العودة لها بشكل قوى بل وقوى جدا، فالمنافسة فى بطولة إفريقيا باتت صعبة للغاية لتطور أداء جميع الفرق، حيث أصبح التفوق وتحقيق الانتصار يتطلب عاملاً بدنيًّا فى المقام الأول، عكس البطولات الثلاث المتتالية التى حقق فيها الفراعنة اللقب لتفوقهم الفنى، ولكى يدخل المنتخب الوطنى البطولة ولاعبوه فى كامل لياقتهم، يجب منح اللاعبين، وخصوصًا لاعبى الأهلى والزمالك، راحة، وهو الأمر الذى يصعب تحقيقه فى ظل قصر المدة بين نهاية الدور الأول وانطلاق البطولة.
ومن هنا يأتى دور عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات، والذى عليه أن يحاول تأجيل آخر جولتين أو ثلاث من الدور الأول لما بعد انتهاء البطولة، كى يستطيع اللاعبون المحليون الحصول على بعض الراحة، ومنح الفرصة لكوبر وجهازه للدخول فى معسكر مغلق بمدة معقولة، يمكن خلالها خوض بعض الوديات استعدادًا لبطولة أمم إفريقيا.